المحرر موضوع: الأزمة السورية والموقف الشعبي العربي.. ناجي علوش  (زيارة 5869 مرات)

editor

  • كاتبي المواضيع
  • Full Member
  • ***
  • مشاركة: 139
 الأزمة السورية والموقف الشعبي العربي..
 ناجي علوش
2/4/2012


 من يشاهد وسائل الإعلام السورية ويسمع مشاركات المواطنين السوريين من دمشق إلى دير الزور، يلمس الآلام التي يحس بها المواطن السوري من الموقف السعودي-القطري بشأن تأييد ما يسمى المعارضة السورية والحض على تسليحها.  والمواطن السوري معه حق في ذلك، لأن الحض على التسليح، وبالتالي العمل على القتل والتخريب، أمرٌ مثيرٌ ومزعج، وعملٌ عدائيٌ لا يلمس المواطن سبباً له.  فما الذي دفع المملكة العربية السعودية وإمارة قطر إلى مثل هذا الموقف؟  هنالك سببان:
 الأول؛ هو الالتزام بالسياسة الأمريكية-الصهيونية، والثاني؛ هو خشية دولة رجعية كالمملكة العربية السعودية من خطر الحياة المدنية الراقية الذي يسود في سورية والخشية من التطور الذي تشهده سورية. 
 وعليه فإن السياسة السعودية - القطرية ليست عربية، بل سياسة مملاة من الخارج.  وهي سياسة ليست رئيسية، بل ثانوية، لأن قيادة الخط الرئيسي أمريكية-صهيونية، ولأن الدور العربي مجرد غطاء للسياسة الأمريكية، ولأن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية تريد أن تتعامل مع العرب بوجهين: وجهٌ يضرب، ووجهٌ يماري ويداري.
 ورغم ذلك، فإن غضب المواطنين السوريين محقٌ وفي مكانه، لأن العربي الصميم لا يقبل بدورٍ عربيٍ معادٍ حتى لو كان شكلياً أو جزئياً أو تآمرياً، ولأن العربي الصميم يريد من العربي أن يكون صادقاً وقومياً ومعادياً للأعداء، ومؤازراً للأصدقاء، وليس هذا موقف السعودية وقطر وبعض المتآمرين العرب الصغار، ممن يعادون من وراء الستار.
 كما أن المواطن العربي السوري لا يلمس حماسة عربية لنصرته في أزمته، ويرى العرب الآخرين مجرد مناصرين من بعيد، بلا حماسة معتبرة ولا مواقف مؤثرة.
 وهنالك كثيرٌ من العرب ممن يظهرون في وسائل الإعلام السورية ليدلوا بدلوهم في تأييد سورية، ولكن ذلك كله لا يوازن التأييد السياسي والمالي الذي يقدمه النظامان السعودي والقطري.
 ولأن الدم السوري يسيل يومياً، فإن الموقف العربي الذي تعكسه بعض النخب في وسائل الإعلام السورية لا يوازن الموقف السعودي-القطري في التأثير، على الأقل حالياً.
 وعلى المواطنين السوريين والعرب أن يفهموا حقيقتين:
 الأولى أن شيوخ قطر وملوك المملكة العربية السعودية لا يمثلون العرب، ولا حتى في أقطارهم، بل هم يمثلون شريحة منعزلة، متواطئة مع الأجنبي، وتنهب ثروات شعبها وبلادها، أو تعيش على التسكع على أبواب القوى الإمبريالية، وعما قريب الصهيونية.
 الثانية أن الرأي العام العربي الشعبي يتألم مما يجري في سورية، ويعبر عن ذلك بوسائل مختلفة منها:
1 – إرسال وفود للتضامن،
2 – الظهور على شاشات الفضائيات السورية وغيرها للتعبير عن موقفه.
 لكن الرأي العام العربي لا يملك مالاً ولا سلاحاً ليسهم بهما، وهو يعاني من حكوماته ما يعانيه الشعب السوري مما يسمى المعارضة.
 ولطمأنة الرأي العام العربي في سورية يجب أن نلجأ إلى ما يلي:
 أولاً، زيادة عدد المتحدثين العرب في وسائل الإعلام السورية وغيرها من الكتاب والمحللين السياسيين وقادة الرأي المناصرين لسورية.
 ثانياً، إصدار البيانات يومياً لاستنكار الموقف الرسمي القطري- السعودي.
 ثالثاً، إخراج المظاهرات في المدن والعواصم العربية تأييداً لسورية.
 وبذلك نطمئن الرأي العام السوري ونزيل شوائب الشعور بأن الرأي العام العربي ليس مع سورية.  ونحن بحاجة للقيام بذلك لأن سورية هي قلب العروبة وهي بحاجة إلى الاطمئنان.

editor

  • كاتبي المواضيع
  • Full Member
  • ***
  • مشاركة: 139

*مهمة كوفي عنان في سوريا هي شراء الوقت..؟

د. إبراهيم علوش
7/4/2012



*شهدت الأمم المتحدة خلال فترة رئاسة كوفي عنان لها بين عامي 1997 و2006 تحولها الأكثر تطرفاً إلى بوقٍ للخارجية الأمريكية، دون أن يكون رئيسها آنذاك عائقاً يذكر، على العكس، كانت مواقفه من الانتفاضة الفلسطينية الثانية إلى احتلال العراق وأفغانستان، إلى السودان ولبنان، ومن القضايا العربية عامة، ممالئة للولايات المتحدة أو مهادنة أو متحفظة على استحياءٍ شديد.
وعليه لا يمكن أن يتوهم أحد في كوفي عنان شخصية محايدة، سوى أنه شخصية كان يفترض بها أن تكون محايدة، فلم تكن...  بالتالي فإن إرساله إلى سوريا، كأحد عناصر النخبة الدولية المجربة والمضمونة من قبل الولايات المتحدة، جاء على خلفية تطورين مهمين:
أولاً، عدم قدرة المعارضة المسلحة في سوريا على الاحتفاظ بأي رقعة جغرافية مدة كافية من الزمان تتيح إعادة إنتاج سيناريو بنغازي،
ثانياً، الموقف الروسي-الصيني الأكثر صلابةً الذي تعلم جيداً درس القرار 1973 ولم يعد مستعداً على الإطلاق لتمرير التدخل الأجنبي في سوريا تحت قناع "حماية المدنيين".
وقد جاء هذان التطوران المعاكسان على خلفية الالتزام الأطلسي والخليجي، إلى نقطة اللاعودة، بمشروع "تغيير النظام" في سوريا، مما خلق حاجة سياسية ملحة لإيجاد فسحة لالتقاط الأنفاس لإعادة صياغة إستراتيجية مهاجمة سوريا فيما تشتد وطأة الحصار الاقتصادي والسياسي من الخارج، والعمل الإرهابي من الداخل.   ومن هنا جاءت مهمة كوفي عنان..
وقد جاءت موافقة القيادة السورية على مبادرة عنان، على الرغم من الالتباس الكبير في نقاطها الستة، القابلة للتأويل باتجاهين، بالضبط لأنها تمثل تراجعاً غربياً يعكس ميزان القوى على الأرض السورية، وعلى المستوى الدولي، ولأنها باستيعاب المبادرة يمكن أن تبني عليها موطئ قدمٍ لقلب الميزان أكثر لمصلحتها.  وقد تجلى مثل ذلك التراجع بالأخص بالتخلي عن المطالبة العلنية المسبقة في "تغيير النظام".
فإذا أبدت القيادة السورية ضعفاً أو تدهور موقفها الميداني والسياسي لأي سبب في المستقبل القريب، فإن "وقف إطلاق العنف المسلح" الذي يفترض أن تشرف عليه الأمم المتحدة في مبادرة عنان، والوساطة السياسية وإيصال المساعدات، يمكن أن يتحول بسهولة إلى تدخل مباشر دولي-إقليمي، وإلا فإن المبادرة ستفيد في شراء الوقت أو في تهيئة الفرصة للولايات المتحدة لإعادة ضبط ساعتها على توقيت القيادة السورية.