المحرر موضوع: إذا ضاقت الدنيا بوجهك  (زيارة 8383 مرات)

editor

  • كاتبي المواضيع
  • Full Member
  • ***
  • مشاركة: 139
إذا ضاقت الدنيا بوجهك
« في: 2012-07-10 @ 15:33:15 »
 إذا ضاقت الدنيا بوجهك
 
إذا سدت في وجهك الأبواب وقطعت أمامك الأسباب فتوجه إلى رب الأسباب و المسببات وقل يا الله.
إذا غدر بك الصديق وخانك الحبيب وسد في طريقك كل سبيل فقل يا الله إذا انقطع عنك الرزق وقل في يدك المال وتكاثرت الديون و الهموم وزادت عليك الأحزان فقل يا الله ...يا الله ...يا الله .
فلن يضيع ندائك ولن يخيب رجاؤك فأنت تلجأ إلى الرب الرحيم اللطيف الخبير الذي رحمته وسعت كل شيء.
فهل دعوته بقلب خاشع ونفس طائعة واثقة لا تزعزعها الظروف فهو قريب يجيب دعوة الداع ويكشف السوء و الضر?
كيف تخاف الفقر و الغني الكريم موجود وكيف تهاب الغير والقوي الناصر لا تأخذه سنة ولا نوم أما وعيت لتلك الأمور .
لقد خلقنا الله في الوجود وله حكمة في كل شيء وحكمة وراء كل شيء وحكمة في خلق كل شيء.
في الألم حكمة وفي المرض حكمة وفي العذاب حكمة وفي الفشل حكمة وفي العجز حكمة وفي كل شيء حكمة.
فلنعمل معاً راضين بقضائه وقدره غير ساخطين ولا متبرمين بل طائعين ولنكسب أوقاتنا في رضاه و الابتعاد عما يغضبه وما ينهانا عنه.
لماذا ننسى في معترك حياتنا وفي لحظات الفشل و الضيق و الضياع أننا في كون يملكه الله الواحد فالله موجود.
فليطمأن القلب وترتاح النفس ويسكن الفؤاد ويزول القلق فالحق لا بدان يصل لأصحابه و الدموع لن تذهب سدى ولن يمضى الصبر بلا ثمرة ولن يكون الخير بلا مقابل ولن يمر الشر بلا رادع ولن تفلت الجريمة بلا قصاص.
عندما يكون خالقك وربك رحمن رحيم لطيف خبير كريم عليم حي قيوم صمد فهل تلجأ إلى غيره أما تحتمي بحماه وتقصد بابه فتطرق أبوابه وتسعى في أرضائه وتتوب إليه وتدعوه يا الله يا الله يا الله أنا عبدك ابن عبدك ابن أمتك فارحمني يا الله.
لا تعرف اليأس ولا تذوق القنوط ولا تهاب العوائق ولا تسأم السدود و العقبات ولا تركن إلى أهواء النفس و لا تيأس من روح الله '{ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ' }.
وأن تشكو بثك وحزنك إلى الله فمن يفرج الكروب وينفس الهموم ويرزق من يشاء بغير حساب إلا الله الرزاق الكريم .
ألا يقول لنا الله 'إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا' ويقول{ 'وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ًوَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ }
وإن الضيق يأتي وفي طياته الفرج فأي بشرى ابعث للاطمئنان من هذه البشرى.
ففروا إلى الله فكل القوه عنده وكل الرزق عنده وكل العلم عنده وكل الخير عنده فهو الوطن و هو الحمى و الملجأ و السند و الصمد واحد أحد لا شريك له ولم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤاً أحد .
ألا يدفعك ذلك إلى الإحساس بالسكن و الطمأنينة وراحة البال و التفاؤل و الهمة و الإقبال و النشاط والحماس و العمل بلا ملل وبلا فتور وبلا كسل
وتلك ثمرة ' لا إله إلا الله ' في نفس قائلها الذي يشعر بها ويتمثلها ويؤمن بها ويعيشها.
- وتلك هي التي تداوي كل أمراض النفس وتشفي كل علل العقول وتبرئ بأذن الله كل تقلبات القلوب وتلك هي صيحة التحرير التي تحطم أغلال الأيدي و الأرجل و الأعناق.
وهي أيضاً مفتاح الطاقة المكنوزة في داخلنا وكلمة السر التي حركت أجدادنا ليقطعوا في زمن قصير ما قطعه الغير في عقود وقرون ففتحوا الأمصار و أناروا النفوس و فكوا العباد من أغلال عبودية العباد إلى حرية عبودية رب العباد.
ثبتني على الحق و على الصراط المستقيم و ألهمني العزيمة على الرشد و شكر نعمتك وحسن عبادتك اللهم انس وحشتي و أمن روعتي وأهدني وسددني ، و أسألك أن تأتيني في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقني عذاب النار
اللهم اجعل اخر كلامي في الدنيا لا اله الا الله محمد رسول الله
اللهم ما كان من خير فمن الله و حده و ما كان من شر فمني و من الشيطان.
اللهم لا تجعلنا ممن ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا.

editor

  • كاتبي المواضيع
  • Full Member
  • ***
  • مشاركة: 139
امقت نفسك وازدرها
« رد #1 في: 2012-07-10 @ 15:45:27 »

امقت نفسك وازدرها

إخواني‏:‏ من تفكر في ذنوبه تاب ورجع ومن تذكر قبيح عيوبه ذل وتواضع ومن علم أن الهوى يسكن تصبر ومن تلمح إساءته لم يتكبر

كان يزيد الرقاشي يقول‏:‏ والهفاه سبق العابدون وقطع بي وكان قد صام أثنين وأربعين سنة

وقال حذيفة المرعشي‏:‏ لو أصبت من يبغضنى حقيقة لأوجبت على نفسي حبة

فيا أيها العبد عُد على نفسك باللوم والمقت واحذرها فكم ضيعت عليك من وقت واندم على زمان الهوى فمن كيسك أنفقت ونادها يا محل كل بلية فقد والله صدقت

وروى وهب بن منبه‏:‏ أن رجلاً صام سبعين سنة يأكل كل سنة إحدى عشرة تمرة وطلب حاجة من الله فلم يعطها فأقبل على نفسه فقال‏:‏ من قبلك بليت لو كان فيك خيراً أعطيت فنزل إليه ملك فقال‏:‏ إن ساعتك هذه التي ازدريت فيها على نفسك خير من عبادتك وقد أعطاك الله حاجتك

وقال فضيل بن عياض‏:‏ أخذت بيد سفيان بن عيينة في هذا الوادي فقلت له‏:‏ إن كنت تظن أنه قد بقي على وجه الأرض شر مني ومنك فبئس ما ترى

وقال رجل لأبي الحسن الموسمى‏:‏كيف أنت فقال‏:‏ خفيت أضراسي من أكل نعمة وكل لساني من كثرة ما أشكوه

يا واقفاً مع هواه وأغراضه يا معرضاً عن ذكر عوارضه إلى أعراضه يا غافلاً عن الموت وقد جد بمقراضه وعلم اندباغ عمر أغراضه سيعرف خبره إذ أحاط به أشد أمراضه وأخرج من خرات الديار وروضه وألقى في لحد وحيد يخلو برضراضه وعلم أنه باع أغراضه يا من بالهوى كلامه وحديثه وفي المعاصي قديمه وحديثه وعمره في خطايا خفيفه وأثيثه من له إذا ألحد في قبره من يغيثه من له إذا حامت حول حماه الردى ليوثه من له من كرب لا يرحم عطاشه من له من جحفل لا يهدم كباشه من له من لحدٍ لا يدفع حشاشه من له من جدث عمله في فراشه من له من قبرٍ فعل فيه معاشه من له من موقف لا يرد بطاشه من له يومئذ ولا يقوى نجاشه من له من حساب عقاب رذاذه يردى ورشاشه من يخلصه اليوم من هوى قد أسرته رشاشه كم عاهد ونكث كم آثر الهوى وعبث كم غره غرير بالسحر قد نفث تالله لقد بولغ في توبيخه وما أكترث ولقد بعث إليه ولقد بعث إليه النذير وما يرى من بعث قلبه مشغولٌ بالهوى ولسانه بالرفث كلما أصبح معاهداً وأمسى نكث ظاهر صحيح وباطن قبيح خبيث سيندم يوم الضريح من القبيح حرث سيبكي ندمان الهوى يوم الظمأ عند اللهث سيعرف حيرة المعاصي إذا حل الحدث سيرى سيره إذا ناقش السائل أو بحث سيفرغ السن ندماً إذا نادى ولم بعث عجباً لجاهل باع تعذيب النفوس براحات الجثث القلب أسير بالحزن والدمع غزير بالشجن والفكر يذيب القلب فما مثل الفكر على البدن‏!‏

كم بت ودمعي منهم لو يذرأ في وجدى ثمن واهاً لزمان طاب لنا وما أسرع ما ولى وفنى ما غردت الوراقى على غصن إلا وأهاجت حزني يا عيني أعيني قلباً قلقاً بالدمع ليطفئ نار الشجن أصبحت أسيراً في خطئي وذنوبي قد ملأت بدني أبكي زللي أبكي خللي أبكي عملي كي يرحمني من لي يوم الشدة ينقذني من كرب الموت يخلصني ونزلت وحيداً في جدث قفر وكأني من لبن أين الأقران وما قرنوا بالموت جميعاً في قرن كم سرت على ربع لهم وأطلت مسائلة الزمن يا دار حبيبي‏:‏ أين هم عهدي بهم قبل المحن قالت لي دارهم‏:‏ دارت بهم أماني الزمن أسرتهم قوة فهم أسراء الحيرة والحزن تركوا المال لغيرهم ولم يصحبهم غير الكفن تالله لقد سئلوا عما قد كانوا فيه من الفتن فتيقظ قبل لحاقهم من طول الرقدة والوسن

سارع إلى الجنة إخواني‏:‏ لقد خاب من باع باقياً بفان وخطر في ثوبي متوان وتغافل عن أمر قريب كان وضيع يوماً موجوداً في تأميل ثان أما الجنة تشوقت لطالبيها وتزينت لمريديها ونطقت آيات القرآن بوصف ما فيها وملأت أسماع العباد أصوات واصفيها كأنكم بالجنة وقد فتحت أبوابها وتقسمها يوم القيامة أصحابها وغنت ألسن الأماني قريب قبابها

بُشرَها دَليلَها وقالا‏:‏ غَداً تَرينَ الطَلحَ والجِبالا روى أبو هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ ‏(‏قلنا‏:‏ يا رسول الله حدثنا عن الجنة ما بناؤها قال‏:‏ لبنة من ذهب ولبنة من فضة‏:‏ ملاطها المسك الأذفر وحصباؤها الياقوت والجوهر وترابها الزعفران من يدخلها ينعم لا ييأس ويخلد لا يموت لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه‏)‏

روى أُسامة بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يوماً‏:‏ ‏(‏ما ذكر الجنة إلا مشمر إليها هي ورب الكعبة نور يتلألأ ونهر مطروز وزوجة لا تموت وحبور ونعيم مقام أبداً فقالوا‏:‏ نحن المشمرون لها يا رسول الله فقال‏:‏ قولوا‏:‏ إن شاء الله‏)‏

روى سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏(‏إن في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض وإن جنة الفردوس وسطها وأعلاها سماء وعليها يوضع العرش يوم القيامة ومنها تفجر أنهار الجنة قال رجل‏:‏ فداك أبي وأمي يا رسول الله فيها خيل قال‏:‏ نعم والذي بعثني بالحق إن فيها لخيلاً من ياقوت أحمر يروث بين خلال ورق الجنة يتراءون عليها فجاء رجل فقال‏:‏ بأبي وأمي فداك هل فيها صوت قال‏:‏ نعم والذي نفسي بيده إن الله عز وجل يوحى إلى شجرة في الجنة أن أسمعي عبادي الذين شغلهم ذكري في الدنيا عن عزف المزاهر والمزامير بالتسبيح والتقديس‏)‏

يا نفس‏:‏ بادري بالأوقات قبل انصرامها واجتهدي في حراسة ليالي الحياة وأيامها فكأنك بالقبور وقد تشققت وبالأمور وقد تحققت وبوجوه المتقين وقد أشرقت وبرءوس العصاة وقد أطرقت

يا نفس‏:‏ أما الورعون فقد جدلوا وأما الخائفون فد استعدوا وأما الصالحون فقد راحوا وأما الواعظون فقد صاحوا

يا نفس‏:‏ اتعبي قليلاً تستريحي في الفردوس كثيراً كأنك بالتعب قد مضى وبحرصك من اللعب قد مضى وثمر الصبر قد أثمر حلاوة الرضا لا يطمعن البطال في إدراك الأبطال هيهات أن يدرك البطل المجتهد من غاب حين النزال فما شهد حفت الجنة بالمكاره فلا يوصل إليها إلا بالمضض كذلك كل محبوب يلذ وكل عرض من غير مشقة وإلا متى لم يبعد على طالبٍ المشقة‏:‏ العلم لا يحصل إلا بالنصب والمال لا يجمع إلا بالتعب واسم الجواد لا يناله بخيل ولا يلقب بالشجاع إلا بعد تعب طويل

لَولا المشَقَة سادَ الناس كُلَهُم الجود يفقر والإِقبالُ قتَّالُ أيها العبد‏:‏ إن عزمت فبادر وإن هممت فثابر واعلم أنه لا يدرك المفاخر من كان في الصف الآخر

سلع المجد كاسدة وكأن قد غلت ومراعى الفضل قريبة وكأن قد علت وكأنك بغايات الغفلات قد انجلت فأصبحت حلاوة البطالة من أفواه الغافلين قد رحلت وأصبحت رايات المجاهدين قد حلت وتفاوت في السباق مضمار وبطين كما تفاوت في الإحراق ماء وطين

لا تَحسَبَ المجدَ تَمراً أَنتَ آكِلُهُ لا تَبلُغ المجدَ حَتى تَلعَق الصَبرا فاصبر للبلايا فحينها يسير وأثبت للرزيا فأجرها كثير وأحسن قرى ضيف الهم بالصبر الغزير وتجلد على الظمأ فبين يديك ماءٌ غيرٌ

لا تجزَعَّنَ مِنَ المَنايا إِذا أَتَت واصبِر لِما تأَتي بِهِ الأَقدارُ فكأَن قَد انكشَفَت غيايات البلا وانجابت الآفات والأَكدار وجَرى الجَزوعُ لِما جَنَى ثَمَرَ الأَسَى فجَرى بِلَا أَجر لَهُ المِقدار إِنِّي رأَيتُ معاشِراً لَم يفهموا مَعنى الوجود فأَصبَحوا قَد حاروا دُنياكَ دارٌ للبَلايا مهَّدَت ووراء ذَلك إِن عقلت نهار.

"اللهم إنك تعلم أن هذه القلوب قداجتمعت على محبتكوالتقت على طاعتكوتوحدت على دعوتكوتعاهدت على نصرة شريعتكفوثق اللهم رابطتها وأدم ودها واهدها سبلها واملأها بنورك الذي لايخبوواشرح صدورها بفيض الإيمان بك وجميل التوكل عليكوأحيهابمعرفتك،وأمتها على الشهادة في سبيلك،إنك نعم المولى ونعم النصير وصلِّ اللهم علىسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".


editor

  • كاتبي المواضيع
  • Full Member
  • ***
  • مشاركة: 139
تفاوت النفوس في الخير والشر
« رد #2 في: 2012-07-10 @ 15:54:39 »

تفاوت النفوس في الخير والشر

روى أبو موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏أن الله خلق آدم من قبضة قبضت من جميع الأرض فجاءوا بنوا آدم على قدر الأرض‏:‏ منهم الأبيض والأحمر والأسود وبين ذلك والخبيث والطيب والسهل والحزن وبين ذلك‏)‏

وجاء في حديث آخر‏:‏ ‏(‏إن الله خلقهم في ظلمة فرش عليهم من نوره فمن أصابه ذلك النور اهتدى ومن أخطأه ضل‏)‏

فهذا يدل على أن من خلق من الصفا صفا له ومن خلق من الكدر كدر عليه فلم يصلح للقرب والرياضة وإنما يصلح عبد نجيب

خلق إبليس من ماء غير طاهر فكانت خلعة العبادة عليه عارية فسخن ماء معاملته بإيقاد نار الخوف فما أعرض عنه الموقد عاد إلى برودة الغفلة

وخلق عمر من أصل نقي فكانت أعمال الشرك عليه كالعارية فلما عجب نيران حمية الجاهلية أثرت في طبعه إلى أن فنى مدد حظها بفناء مدة تقدير إعراضه فعاد سخنه إلى برد العرفان‏:‏ وكلُّ إِلى طَبعِهِ عَائِدُ وَإِن صَدَّهُ الصَّدُّ عن قصدِهِ كَما أنَّ الماءَ من بعدِ إِسخانه سريعاً يعود إِلى بَردِهِ يا هذا‏:‏ لاحت عقبة المعصية لآدم وإبليس فقال لهما لسان الحال‏:‏ لابدّ من سلوكها فسلكا يتخبطان في ظلامها فأما آدم فانكسر قلبه في طريقه وبكى لصعوبة مضيقه فهتف به هاتف اللطف‏:‏ لا تجزع أنا عند المُنكَسِرَةِ قلوبهم من أجلي وأما إبليس فجاء ضاحكاً معجباً بنفسه فثار الكبر من قلبه فتكاثرت ظلمة طريقه فلما ارتفعا إلى رأس العقبة ضرب ‏(‏بَينَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ العَذَابُ‏)‏ فقال إبليس‏:‏ يا آدم كنا رفيقين في عقبة المعصية فكيف افتراقنا فنادى منادى الأزل‏:‏ نحن قَسَمنَا



"اللهم إنك تعلم أن هذه القلوب قداجتمعت على محبتكوالتقت على طاعتكوتوحدت على دعوتكوتعاهدت على نصرة شريعتكفوثق اللهم رابطتها وأدم ودها واهدها سبلها واملأها بنورك الذي لايخبوواشرح صدورها بفيض الإيمان بك وجميل التوكل عليكوأحيهابمعرفتك،وأمتها على الشهادة في سبيلك،إنك نعم المولى ونعم النصير وصلِّ اللهم علىسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".





editor

  • كاتبي المواضيع
  • Full Member
  • ***
  • مشاركة: 139
روض نفسك
« رد #3 في: 2012-07-10 @ 16:05:09 »

روض نفسك

يا هذا‏:‏ طهر قلبك من الشوائب فالمحبة لا تلقى إلا في قلبٍ طاهر أما رأيت الزارع يتخير الأرض الطيبة ويسقيها ويرويها ثم يثيرها ويقلبها وكلما رأى حجراً ألقاه وكلما شاهد ما يؤذى نجاه ثم يلقى فيها البذر ويتعاهدها من طوارق الأذى وكذلك الحق عز وجل إذا أراد عبداً لوداده حصد من قلبه شوك الشرك وطهره من أوساخ الرياء والشك ثم يسقيه ماء التوبة والإنابة ويثيره بمسحأة الخوف والإخلاص فيستوي ظاهره وباطنه في التقى ثم يلقى فيه بذر الهدى فيثمر حب المحبة فحينئذ تحمد المعرفة وطناً ظاهراً وقوتاً طاهراً فيسكن لب القلب ويثبت به سلطانها في رستاق البذر فيسري من بركاتها إلى العين ما يفضها عن سوى المحبوب وإلى الكف ما يكفها عن المطلوب وإلى اللسان ما يحبسه عن فضول الكلام وإلى القدم ما يمنعه من سرعة الإقدام فما زالت تلك النفس الطاهرة رائضها العلم ونديمها الحلم وسجنها الخوف وميدانها الرجاء وبستانها الخلوة وكنزها القناعة وبضاعتها اليقين ومركبها الزهد وطعامها الفكر وحلواها الأنس وهي مشغولة بتوطئة رحلها لرحيلها وعين أملها ناظرة إلى سبيلها فإن صعد حافظاها فالصحيفة نقية وإن جاء البلاء فالنفس صابرة تقية وإن أقبل الموت وجدها من الغش خلية فيا طوبى لها إذا نوديت يوم القيامة‏:‏ ‏(‏ياأَيَّتُهَا النَّفسُ المُطمَئِنَّةُ ارجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرضِيَّة‏)‏ .



editor

  • كاتبي المواضيع
  • Full Member
  • ***
  • مشاركة: 139
شكراً أيها الأعداء!
« رد #4 في: 2012-07-10 @ 16:10:35 »

شكراً أيها الأعداء!

 إن الناظر إلى الحياة بعين البصيرة و التبصر يعلم علم اليقين أن هناك صناعة من أسوأ الصناعات و أسهلها بنفس الوقت و هي لا تحتاج سوى للقليل من سوء التصرف و فداحة التدبير و عدم اللامبالاة
.

إنها و بإختصار (( صناعة الأعداء )) ! فما أيسرها على من سعى لها و أرادها و قد يحققها المرء بأخف الجهود و أقل المجهود ..!!

وقد رأيتُ لها أشكالاً كثيره و مرت علي من صناعها الواناً عديده فكنتُ دائماً ما أتذكر أن الحياة مدرسة نتعلم منها و قد علمتني الصبر و طول النفس و استعمال العلاج الذي أوصى به الله عز وجل.

و هو الدفع بالتي هي احسن لتكون النتيجة (( فإذا الذي بينك و بينه عداوةٌ كأنه وليٌّ حميم)) .

و تعلمتُ من الحياة أن لا أضجر و لا أضيق ذرعاً بوجود اولئك الفئة لأنهم جزء من تركيبة هذه الحياة و هم أحد سنن الله في خلقه فلا بد للنجاح من ضريبه .

و المتأمل في هؤلاء بعين الروية لا يملك إلا أن يشكرهم ..!!!
 فأنتم من علّمني كيف أستمع إلى النّقد والنّقد الجارح دون ارتباك وكيف

 أمضي في طريقي دون تردّد ولو سمعت من القول ما لا يَجْمُل ولا يليق
.

وهذا درس عظيم لا يمكن تلقّيه نظريًّا مهما حاول المرء حتى يُقيّض الله له مَن يُدرّبه عليه ويجرّعه مرارته أوّل الأمر ليكون شيئًا معتادًا بعد ذلك.

شكرًا أيها الأعداء!

فأنتم مَن كان السّبب في انضباط النّفس وعدم انسياقها مع مدح المادحين لقد قيّضكم الله تعالى لتعدِلوا الكِفّة لئلا يغترّ المرء بمدح مفرط أو ثناء مسرف أو إعجاب في غير محله ممن ينظرون نظرة لا ترى إلا الحسنات نَقِيض ما تفعلونه حين لا ترَوْن إلا الوجه الآخر أو ترَوْن الحسن فتجعلونه قبيحًا.

شكرًا أيها الأعداء!

فأنتم سخّرتم ألسنة تدافع عن الحق وتنحو إليه ويستثيرها غمطكم فتنبري مدافعة مرافعة..
 لولا اشتعالُ النار فيما جاورت .. ما كان يُعْرَفُ طِيب عَرْف العودِ..


شكرًا أيها الأعداء!

فأنتم ذوو الفضل ولو لم تشاؤوا في صناعة قدر من الاتزان والعدل في الفكرة.
 ولربما أعطى الإنسان بعض الحق فوق قدره فكنتم السّبب في إحكام التوازن ودقّة التّصويب والمراجعة
.
 ولا يأخُذَنّكُم الغضب من الإعراض فإنّ المرء إذا دخل في المرادّة حرم نفسه فائدة النّظر والتأمّل

 وانهمك في غمرة الردّ والصدّ فلم يبق في نفسه موضع للهدوء والتّأني والتّدقيق في قول المخالف فلعلّ فيه محلاً للصّواب ولو قلّ
.

شكرًا أيها الأعداء!

فأنتم من شحذ الهمّة وصنع التّحدي وفتح المضمار وشرع السّباق
 ليصبح المرء شديدَ الشُّح بنفسه كثيرَ الحَدْب عليها حريصًا على ترقّيها وتحرّيها لمقامات الرفعة والفضل. والتنافس سنة شرعية, وقدر رباني (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ)
.
 وشرف المنافسة هو بشرف الأسلوب ونقاء الغَرَض وصِدق الوسيلة وطهارة الجيْب
!

شكرًا أيها الأعداء!

فأنتم مَن درّبنا على الصّبر والاحتمال ومقابلة السّيئة بالحسنة والإعراض.

شكرًا أيُّها ا لأعداء!

فلعلّ في الميزان من الحسنات ما لم تنشط النّفس لتحصيله من الخير والعمل الصّالح لكن بالصّبر والتجمّل والرّضا والمسامحة والعفو.

أخيراً
 لا نملك إلا أن نقول لهم
:
 أستمروا بعدائكم حتى نستمر بنجاحنا و سنكيل لكم الشكر في كل مرّه نقطف فيها ثمرةً من ثمرات النجاح
.



المظلوم زايد

  • زائر
رد: إذا ضاقت الدنيا بوجهك
« رد #5 في: 2012-10-12 @ 22:36:39 »
لو انكم تكثروا في هذا الباب من المقالات و المواضيع المفيدة للاسلام
بارك الله فيكم

ناصر

  • زائر
رد: إذا ضاقت الدنيا بوجهك
« رد #6 في: 2013-04-10 @ 08:59:35 »
مواضيع مفيدة بارك الله فيكم و كتب لكم بها حسنة

mohamed

  • زائر
رد: إذا ضاقت الدنيا بوجهك
« رد #7 في: 2015-02-08 @ 14:15:54 »
إذا اشتملت على البؤس القلوب ... وضاق بما به الصدر الرحيب )

( وأوطنت المكاره واطمأنت ... وأرست في مكامنه الخطوب )

 

 

( ولم نر لانكشاف الضر وجها ... ولا أغنى بحيلته الأريب )

( أتاك على قنوط منك غوث ... يمن به اللطيف المستجيب )

( عسى الهم الذي أمسيت فيه ... يكون وراءه فرج قريب )

( فيأمن خائف ويغاث عان ... ويأتي أهله النائي الغريب )

( تصبر أيها العبد اللبيب ... لعلك بعد صبرك ما تخيب )

( وكل الحادثات إذا تناهت ... يكون وراءها فرج قريب )

( ولرب نازلة يضيق بها الفتى ... ذرعا وعند الله منها المخرج )

( ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ... فرجت وكان يظنها لا تفرج )

( لئن صدع البين المشتت شملنا ... فللبين حكم في الجموع صدوع )

( وللنجم من بعد الرجوع استقامة ... وللشمس من بعد الغروب طلوع )

( وإن نعمة زالت عن الحر وانقضت ... فإن بها بعد الزوال رجوع )

( فكن واثقا بالله واصبر لحكمه ... فان زوال الشر عنك سريع )

الرمـــاح

  • Newbie
  • *
  • مشاركة: 2
رد: إذا ضاقت الدنيا بوجهك
« رد #8 في: 2016-03-21 @ 21:30:00 »

شكرا لك
وسلمت يمينك

http://tatarsx.com/ts1/register.php?ref=71
« آخر تحرير: 2016-03-25 @ 21:53:07 بواسطة admin »