نقطة التحول نحو النجاح
* إبراهيم رمضان الديب
إن الثقة بالنفس، هي طريق النجاح في الحياة.. وإن الوقوع تحت وطأة الشعور بالسلبية و التردد و عدم الإطمئنان للإمكانات هو بداية الفشل، و كثير من الطاقات، أهدرت و ضاعت، بسبب عدم إدراك أصحابها لما يتمتعون به من إمكانات أنعم الله بها عليهم، لو استغلوها لاستطاعوا أن يفعلوا الكثير، و الناس لا تحترم و لا تنقاد إلى من لا يثق بنفسه و بما عنده من مبادئ و قيم و حق، كما أن الهزيمة النفسية هي بداية الفشل، بل هي سهم مسموم إن أصابت الإنسان أردته قتيلاً.
ما حقيقة الثقة بالنفس؟
يقول جوردون بايرون: (إن الثقة بالنفس، هي الإعتقاد في النفس، و الركون إليها و الإيمان بها).
و أوضح من هذا أنها (هي إيمان الإنسان بأهدافه و قراراته و بقدراته و إمكاناته؛ أي الإيمان بذاته).
و الثقة بالنفس، لا تعني الغرور أو الغطرسة، و إنما هي نوع من الإطمئنان المدروس إلى إمكانية تحقيق النجاح و الحصول على ما يريده الإنسان من أهداف. فالمقصد من الثقة بالنفس، هو الثقة بوجود الإمكانات و الأسباب التي أعطاها الله للإنسان، فهذه ثقة محمودة، و ينبغي أن يتربى عليها الفرد، ليصبح قوي الشخصية، أما عدم تعرفه على ما معه من إمكانيات، و من ثم عدم ثقته في وجودها، فإن ذلك من شأنه أن ينشأ فرداً مهزوز الشخصية، لا يقدر على اتخاذ قرار، فشخص حباه الله ذكاء، لكنه لا يثق في وجوده لديه، فلا شك أنه لن يحاول استخدامه، لكن ينبغي مع ذلك، أن يعتقد الواثق بنفسه، بأن هذه الإمكانيات إنما هي من نعم الله تعالى عليه، و إن فاعليتها إنما هي مرهونة بعون الله تعالى للعبد، و بذلك ينجو الإنسان الواثق بنفسه من شَرَك الغطرسة و الغرور.
- أنواع الثقة بالنفس:
أولاً: الثقة المطلقة بالنفس: و هي التي تسند إلى مبررات قوية لا يأتيها الشك من أمام أو خلف، فهذه ثقة تنفع صاحبها وتجزيه. إنك ترى الشخص الذي له مثل هذه الثقة في نفسه يواجه الحياة غير هياب و لا يهرب من شيء من منغصاتها، يتقبلها لا صاغراً، و لكن حازماً قبضته، مصمماً على جولة أخرى، أو يقدم مرة أخرى دون أن يفقد شيئاً من ثقته بنفسه، مثل هذا الشخص لا يؤذيه أن يسلم بأنه أخطأ، وبأنه فشل وبأنه ليس نداً و كفؤاً في بعض الأحيان.
ثانياً: الثقة المحددة بالنفس: في مواقف معينة، و ضآلة هذه الثقة أو تلاشيها في مواقف أخرى، فهذا اتجاه سليم يتخذه الرجل الحصيف الذي يقدر العراقيل التي تعترض سبيله حق قدرها، و مثل هذا الرجل أدنى إلى التعرف على قوته الحقيقية من كثيرين غيره، و قد يفيده خداع النفس ولكنه لا يرتضيه، بل على العكس يحاول أن يقدر إمكانياته حق قدرها، فمتى وثق بها عمد إلى تجربتها واثقاً مطمئناً. و لا شك أن لك من معارفك من يمثلون هذين النوعين من الواثقين بأنفسهم؛ و هو ما يعطيك الدليل و الدافع على وجودهما فعلاً في واقع الحياة، ومع ذلك هل تعلم أن: أكثر الناس لا يثقون بأنفسهم.
و إذا سلك الإنسان طريقة في الحياة آخذا بأسباب القوة و النجاح، فإنه يزداد قوة و ثقة بنفسه مع الوقت، و مع ذلك فواحدة من أجدى الخطوات في اكتساب الثقة بالنفس أن يدرك الفرد مدى شيوع الإحساس بالنقص بين الناس، فإذا جعلت هذه الحقيقة ماثلة في ذهنك زايلك شعور انفرادك دون سائر الخلق بما تحسه من نقص، و لأن الإحساس بالنقص من الشيوع بمثل ما ذكرنا، لذلك يجاهد الناس لاكتساب الثقة بالنقص حتى يرتفعوا إلى مستوى عالٍ مرموق.
ثمرات الثقة بالنفس: إن معرفة قدر نفسك و الإيمان بها، تعطيك ثمرات كثيرة تعينك على الحياة الناجحة و منها:
1- تشعرك أن حياة كل شخص متميزة عن سواها: ذات خصائص فردية فذة، و تساعدك على اكتشاف خصائصك.
2- تجعلك مدركاً تماماً لإمكانياتك و قدراتك: و تبين لك نقاط الضعف و القوة فيك فتدفعك إلى الإنطلاق.
3- تعطيك الاستعداد، لأن تتخذ قدوة، و أن تختار النموذج المناسب لك في الحياة، و تقتفي الآثار دون تقليد أعمى، وهي الخطوة الضرورية لتحقيق النجاح والتميز في الحياة.
4- توضح لك هدفك: وتدفعك إلى الوصول إليه، فهي مصدر طاقتك.
- من هنا نبدأ:
من هنا نبدأ الأخذ بأسباب الثقة في النفس و الاعتزاز بالذات الخاصة:
1- التخلص من الإحساس بالدونية والنقص عن الآخرين.
2- الأخذ بأسباب الثقة في النفس و تعزيز تقدير الذات الخاصة.